ماركوس بوتزل: الأمم المتحدة بمثابة "عيون وآذان" المجتمع الدولي في أفغانستان

ماركوس بوتزل: الأمم المتحدة بمثابة "عيون وآذان" المجتمع الدولي في أفغانستان
نائب الممثل الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان ماركوس بوتزل

بعد عودة حركة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021، أصبحت أفغانستان معزولة عن بقية العالم، وتسببت القيود الإضافية التي فرضتها سلطات الأمر الواقع على حقوق الإنسان بالبلاد في تعميق هذه العزلة، ومنذ ذلك الحين، جف التمويل الدولي المقدم للبلاد وسط الشكوك التي صاحبت عودة طالبان، وأصبحت الأمم المتحدة بمثابة "عيون وآذان" المجتمع الدولي في أفغانستان، وفقا لما قاله نائب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، والخاص في البلاد، ماركوس بوتزل.

وأضاف المسؤول الأممي في حوار مع أخبار الأمم المتحدة، أن المنظمة ووكالاتها وشركاؤها يبحثون عن طرق لمساعدة السكان -الذين طالت معاناتهم- على تلبية الاحتياجات الأساسية والحفاظ على مكاسب التنمية التي تحققت بشق الأنفس، بعدما تحولت عملياتها بشكل أساسي إلى العمل الإنساني البحت.

وسلط بوتزل الضوء على دور الأمم المتحدة في "بناء الجسور" في ظل بيئة معقدة للغاية حيث الاحتياجات والتحديات كثيرة، وفيما أقر بالعمل مع سلطات الأمر الواقع في الكثير من المجالات، إلا أنه قال إنه "لا يوجد حل وسط" بشأن قضية تعليم النساء والفتيات وحقوق الإنسان الأوسع، وأكد ضرورة إلغاء المراسيم التي تحظر مشاركة المرأة في المجتمع في أقرب وقت ممكن.

وقال "بوتزل": "لا تزال أفغانستان أكبر منتج للأفيون في العالم.. لقد رأينا مؤخرا حظرا فرضته حركة طالبان على زراعة الخشخاش وإنتاجه والاتجار به.. وتشير التقارير الميدانية الأولية إلى حدوث انخفاض في زراعة الخشخاش، وهو أمر نشيد به".

وأضاف: "ونرى أيضا جهودا لبذل المزيد من أجل دعم مراكز إعادة التأهيل من المخدرات.. يمكن لسلطات الأمر الواقع تخصيص المزيد من التمويل من الميزانية لتزويد هذه المراكز بالأدوية والأغذية والملابس، لكنني أدعو المجتمع الدولي أيضا لبذل المزيد حيال هذا الأمر.. نحن نتعاون مع دول المنطقة المستعدة بالفعل لدعم سلطات الأمر الواقع في مجال إعادة التأهيل من المخدرات".

وفي ما يتعلق بسبل العيش، قال: "يجب أن يكون هناك المزيد من الدعم من قبل المجتمع الدولي، لأن ذلك يصب في مصلحتنا جميعا وفي مصلحة الأفغان، وفي مصلحة الدول المانحة في الغرب ودول المنطقة التي تعاني جميعها من آفة المخدرات والاتجار بها".

وتابع: "تتعامل بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان مع القيادة السياسية هنا، ونحاول إيجاد أرضية مشتركة لمكافحة تعاطي المخدرات وتهريبها وتوفير سبل كسب العيش البديلة".

وقال: "يمكننا المساعدة في نقل الرسائل من أفغانستان إلى العالم الخارجي، ونحن نفعل ذلك والعكس صحيح.. لدينا 11 مكتبا ميدانيا في جميع أنحاء البلاد. إذاً، نحن هنا.. نحن عيون وآذان، وقرون استشعار المجتمع الدولي.. ننقل الرسائل، ومن خلال التحدث إلى سلطات الأمر الواقع، نحاول أيضاً تعزيز التعاون ومساعدتهم على الخروج من هذه العزلة.. نعتقد أن العزلة ليست خيارا، على الأقل ليست خيارا جيدا، لمستقبل أفغانستان.

وحول قضية تعليم الفتيات، قال بوتزيل: "ليس هناك حل وسط بشأن هذه القضية.. أفغانستان هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تسمح للفتيات بالذهاب إلى المدرسة بعد الصف السادس الابتدائي.. ليس هناك نقاش حول هذا: إنها ليست ورقة مساومة".

وأضاف: "أنا متأكد من أن معظم الشعب الأفغاني -بما في ذلك في حركة طالبان- لا يؤيدون هذه المراسيم.. إنهم يؤيدون تعليم الفتيات.. لم ألتقَ أي مسؤول من سلطات الأمر الواقع يؤيد المراسيم التي تمنع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة".

وتابع: "هذه المراسيم تضر بالتقدم الاقتصادي.. يجب أن يكون للفتيات رأي، يجب أن يكون للمرأة رأي في هذا المجتمع، يجب على سلطات الأمر الواقع إلغاء الحظر في أسرع وقت ممكن، وإلا فسيظل الأمر يخيم دائما على العلاقات التي تربط أفغانستان بالمجتمع الدولي".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية